كتب الدكتور أيمان وائل
لا يمكننا أن نتصور تنمية إقليمية مستدامة وفعالة دون دمج عنصر مهم وهو البيئة الذي يخضع بالضرورة لعدة قيود في منطقة “نفيس”. فتقلب المناخ يسبب تأثيرات كبيرة على موارد الأراضي والمياه، وبالتالي يثير تحديات كبيرة من حيث أداء الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي.
وفي الواقع، من المرجح أن التقلب المتزايد للمناخ في هطول الأمطار، وارتفاع وتيرة حالات الجفاف المسجلة في السنوات الأخيرة في منطقة “نفيس” بأكملها، يؤدي إلى تقليل توافر الموارد المائية، مما له تأثير سلبي على إمكانات المحاصيل الزراعية.
علاوة على ذلك، يسهم الضغط الديموغرافي أيضًا في التدهور البيئي، ويؤدي هذا عموماً إلى الإفراط في استغلال التربة والمياه، وتجزئة المزارع والتوسع الأفقي للزراعة عن طريق إزالة المنحدرات الجبلية والغابات وحتى المراعي. كما تسبب الجفاف المتكرر في ندرة هذه الموارد وشجع على تدهورها، وظلت الزراعة عموماً ذات إنتاجية ضئيلة أو متوسطة جداً.
تتمتع منطقة “نفيس” بإمكانات طبيعية تتميز بموارد هشة مهددة بالتدهور السريع، خاصة في حالة الاستغلال المفرط لها. ومن الناحية البيولوجية، فإن التربة ضعيفة للغاية ومتآكلة إلى حد كبير. وتتناقص الغابات بسرعة، كما تتزايد ندرة الموارد المائية. وبالتالي، تشكل الكوارث الطبيعية تهديدا حقيقيا في الإقليم.
ونظرًا لعدم وجود تخطيط طويل المدى لخطط الطوارئ والحماية، يمكن الاستنتاج أن التنمية المستقبلية للبيئة ليست مستدامة للغاية. إن خيار التطوير، الذي يدمج عنصر البيئة في جميع مراحله، هو وحده القادر في نهاية المطاف على حل بعض المشاكل المطروحة.